ما الحياةُ إلا سلسلة من اللحظات ومجموعةٌ من القرارات ، فهل لحظتُنا التي نعيشها هي من ستحدد قرارنا أو أن قرارنا هُو الذي يخلق لحظتنا ؟ ، نعيشُ كل يوم بين ذاك وذاك ، بين طالبٌ يفكر أين يدرس ورجل احتار في ما يختار من أصناف الطعام وشابٌ أحبّ فعزم أن يتزوج وصديقٌ ترك من لا يطيق معاشرته والكثير والكثير ..
قرارُك هُو مصيرك ، أنت من يقرر أن يكون حرًا ومستقلًآ عن غيره ، وأنت من يقرر ما إذا أردت أن تكون تابعًا لغيرك مهزوز الثقة في نفسك ، ولكن هل الأمر بهذه البساطة ؟ ، أم أن صروف الدهرِ تجعل من الحر عبدا ومن الخسيس عزيزا ؟ ، هل نحن أقوى مما جبلنا عليه من عاطفة ومما ربينا عليه من أفكار ؟ ..
قبل أن نُقرر كيف سنعيش ، هُنالك لحظةٌ سابقة لهذا القرار ، وقد تكونُ لحظات ، فإذا كان الوقت مُمتدٌ امتداد الليل على المشتاق ، فلمن هُم بيننا ولِما هُو حولنا أثرٌ كبير على كيفية عيشنا لحياتنا الخاصة ، ولكن أنتْ من تقرر ما إذا ستستكين لممن هُمْ حولك مهزومًآ قانعًا نفسكَ أنك أضعف من ظروفك أو تُسلّم عقلك لمن هُم بينك ليقودوك حيثُ يرون ، ولعلك تخضع لهم لحبك لهم ، ولظنك أن الأمان والسكينة التي تعيشها معهم ستستمر معك فيما يخرج من عقولهم ..
وإذا كانت اللحظةُ السابقة خاطفة كنظرة العاشقِ إلى من يُحب ، فشخصيتك التي ربيتها أنت وربتها صروفُ دهرك وظروفك و من هم حولك هيَ من ستتخذ هذا القرار ! ، فمنذ أن خرجتْ من رحم أمك وأنت تسمع قولَ فلان وتفكر في شيء ما وتخرج بقناعةٍ ما، كل تلك الأفكار التي تسمعها بالإضافةٍ لتجاربٍ سكنت وجدانك لها بالغ الأثر في قراراتك السريعة ..
الكثير من البشر هُم كما ذكرتْ ، ولكن القلة القليلة منهم من يفكرُ في لحظته السابقة لقراره متخيلًا أو متصورًآ لحظته اللاحقة ! ، فلو فكّر العاصي ما سيكون شعورهُ بعد معصيتهِ لما أقدم على الفعل
والكلامُ في هذا يطول ولنا في قادِمِ الأيام - إن شاء الله - مقال ..
هذا وغفر الله لي ولكم ..
تعليقات