ما الحياةُ إلا سلسلة من اللحظات ومجموعةٌ من القرارات ، فهل لحظتُنا التي نعيشها هي من ستحدد قرارنا أو أن قرارنا هُو الذي يخلق لحظتنا ؟ ، نعيشُ كل يوم بين ذاك وذاك ، بين طالبٌ يفكر أين يدرس ورجل احتار في ما يختار من أصناف الطعام وشابٌ أحبّ فعزم أن يتزوج وصديقٌ ترك من لا يطيق معاشرته والكثير والكثير .. قرارُك هُو مصيرك ، أنت من يقرر أن يكون حرًا ومستقلًآ عن غيره ، وأنت من يقرر ما إذا أردت أن تكون تابعًا لغيرك مهزوز الثقة في نفسك ، ولكن هل الأمر بهذه البساطة ؟ ، أم أن صروف الدهرِ تجعل من الحر عبدا ومن الخسيس عزيزا ؟ ، هل نحن أقوى مما جبلنا عليه من عاطفة ومما ربينا عليه من أفكار ؟ .. قبل أن نُقرر كيف سنعيش ، هُنالك لحظةٌ سابقة لهذا القرار ، وقد تكونُ لحظات ، فإذا كان الوقت مُمتدٌ امتداد الليل على المشتاق ، فلمن هُم بيننا ولِما هُو حولنا أثرٌ كبير على كيفية عيشنا لحياتنا الخاصة ، ولكن أنتْ من تقرر ما إذا ستستكين لممن هُمْ حولك مهزومًآ قانعًا نفسكَ أنك أضعف من ظروفك أو تُسلّم عقلك لمن هُم بينك ليقودوك حيثُ يرون ، ولعلك تخضع لهم لحبك لهم ، ولظنك أن الأمان والسكينة التي تعيشها معهم ستستمر